للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث عشر: الاهتمام برؤى أهل المناصب وخصوصًا الدينية:

لأن ذلك له أثر في الرؤيا، وكان بعض العلماء والمعبرين أكثر ما يسمعون الرؤى من أهل المناصب والوجاهة، والناظر لرؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ يجد أنها رؤيا لابن نبي، وهذا منصب رفيع جدًّا، ويزداد هذا المنصب أهمية إذا علمنا أنه كان صالحًا وتقيًّا، بل أصبح نبيًّا بعد ذلك.

[الرابع عشر: الاهتمام بأمر الرؤيا وإن جاءت لمرة واحدة فقط]

في قوله تعالى: {إِنِّي أَرَى} (١)، في رؤيا ملك مصر معناها التكرار في الرؤيا رآها أكثر من مرة، {إِنِّي رَأَيْتُ} في رؤيا يوسف بمعنى رأيتها مرة واحدة فقط (٢)، ومع ذلك كان الاهتمام بها.

[الخامس عشر: على الرائي أن يقص الرؤيا بنفسه]

وهو الأفضل فيوسف ـ عليه السلام ـ هو بنفسه من قص الرؤيا على يعقوب ـ عليه السلام ـ لأنه لعله يُحسَد عليها، ولعل الرؤيا مع النقل تفقد كثيرًا من رموزها مما يؤثر على تعبيرها، وهذا ما يحصل في الغالب من واقع التجربة، وغيرها من الأمور.


(١) الفعل أرى فعل مضارع ومعناه التكرار بمعنى أن الرؤيا تكررت أكثر من مرة، وجاء هذا الفعل في رؤيا إبراهيم ـ عليه السلام ـ أيضا، قال مقاتل ـ يرحمه الله: رأى ذلك إبراهيم ـ عليه السلام ـ ثلاث ليال متتابعات (تفسير القرطبي ١٨/ ٦٥).
(٢) وعلى ذلك رأيت ـ (رأى) و (ت) للفاعل ولها تفاصيلها عند اللغويين ـ تدل على الماضي ولا تدل على التكرار والله أعلم.

<<  <   >  >>