للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدها: أنه قرب القيامة.

والثاني: أنه تقارب زمان الليل (القمر) والنهار (الشمس) وقت استوائهما (١)، أيام الربيع أو الخريف، وذلك وقت تعتدل فيه الأمزجة، فحينئذٍ تكون الرؤيا سليمة في الغالب من الأخلاط.

والثالث: أنه زمان التكهل؛ لأن الكهل قد بعد عنه تخايل الظنون الفاسدة، وركدت عنده نوازع الشهوات، فكانت نفسه أقبل لمشاهدة الغيب، ومن هذا الباب قوله: ((أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا)) (٢).

فالرؤيا تتأثر بالزمن (والذي أصله متعلق بالشمس والقمر) والوقت، كما جاء في استنباط الفوائد من الحديث الشريف السابق.

وما نقصده هنا أن اقتراب الزمان من ساعات لا بد له من قياس، وقياسه يكون عن طريق الشمس والقمر.

ورؤيا الشمس والقمر لها إشارات لعدة معاني في سورة يوسف ـ عليه السلام ـ منها ما يدل على الجانب الجمالي، ومنها ما يدل على جانب الصعاب والشقاء والحَرّ والحرق، وسوف نفصّل في ذلك ـ إن شاء الله تعالى، وإعطاء الكلمة أكثر من معنى يعتبر من الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم.


(١) أن يكون وقت ساعات الليل والنهار متساويين.
(٢) كشف المشكل من حديث الصحيحين (٣/ ٣٣٧).

<<  <   >  >>