للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضا تفسير الإمام الجليل ابن سعدي ـ يرحمه الله ـ وهو يشرح تعبير رؤيا ملك مصر ويقف عليها ويبين عجائبها (١).

وكانت تلك الوقفات من المفسرين العظماء نبراسًا نقتدي به لإكمال هذا البحث، وطريقًا بيِّنًا نسلكه لتدبر كتاب الله العظيم.


(١) يقول ـ يرحمه الله ـ في كتابه (فوائد مستنبطة من قصة يوسف عليه السلام): (وكان هذا العلم العظيم من يوسف هو السبب الأعظم في خروجه من السجن، وتقريب الملك له من اختصاصه به، وتمكينه من الأرض ...... )، ص (١٩).
ويقول ـ يرحمه الله ـ في موضع آخر: فعبر يوسف السبع البقرات السمان والسبع السنبلات الخضر، بأنهن سبع سنين مخصبات، والسبع البقرات العجاف، والسبع السنبلات اليابسات، بأنهن سنين مجدبات، ولعل وجه ذلك ـ والله أعلم ـ أن الخصب والجدب لما كان الحرث مبنيًّا عليه، وأنه إذا حصل الخصب قويت الزروع والحروث، وحسن منظرها، وكثرت غلالها، والجدب بالعكس من ذلك. وكانت البقر هي التي تحرث عليها الأرض، وتسقى عليها الحروث في الغالب، والسنبلات هي أعظم الأقوات وأفضلها، عبرها بذلك، لوجود المناسبة، فجمع لهم في تأويلها بين التعبير والإشارة لما يفعلونه، ويستعدون به من التدبير في سني الخصب، إلى سني الجدب فقال: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} (يوسف: ٤٧) أي: متتابعات، تفسير الإمام السعدي (١/ ٣٩٩). وبإذن الله سيكون لنا مؤلَّف آخر يدرس هذه الوقفات.

<<  <   >  >>