للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللوقوف على تفاصيل تعبير الرؤيا، علينا أن نُذَكِّر ببعض الضوابط التي يتم من خلالها التعبير.

١ ـ أن يكون التأويل على المحمل الحسن (١)، وإذا كان هناك أمر فيه تحذير للرائي يحتاج من المعبر أن يوضحه فلا بأس، ولكن يوضحه له، كما فعل يوسف ـ عليه السلام ـ مع الملك، أي بذكر العوامل التي سوف تخرجه من الضرر حتى لا يقع فيه.

٢ ـ تعبير الرؤى هو علم ظني، بمعنى: عدم الجزم في التعبير، ويتضح هذا في الحديث الشريف الذي يرويه الصحابي الجليل أبو موسى، والحديث في البخاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفًا، فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين ورأيت فيها بقرًا، والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد،


(١) من الأدلة التي يستشهد بها: جاء عند الإمام الدارمي حديث رقم [٢٢٠٩]، وبسند حسن (مسند الإمام أحمد الرسالة (٢٦/ ١٠١))، عن سليمان بن يسار عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله قال: مه يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها، وحسنه الحافظ ابن حجر أيضًا (فتح الباري ١٢/ ٤٣٢)، وبعد التحري والبحث الدقيق، لم نجد آية قرآنية، ولا حتى حديثًا واحدًا، عبَّر فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رؤيا واحدة على المحمل السيئ بتاتًا.

<<  <   >  >>