للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحسن القصص القرآني، ورؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ أجمل قصة في السورة الكريمة. ولا يَظنَّ الظانُّ أن ترتيب القرآن الكريم وترتيب آياته جاء هكذا عبثًا (١)! ! حاشا لله، بل كل حرف من حروف القرآن له معنى (٢)، بل كل تشكيل له مغزى، فنهايات الآيات لها دلالة، وبداياتها لها دلالة، وهناك ربط بين نهايات الآيات وبداياتها، وهناك رابط معهن ومع نفس السورة الكريمة (٣).

وقصص الرؤيا مشوقة أكثر من غيرها من القصص، بل وتحتوي على فوائد عدة، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان كثير السؤال عن الرؤيا بعد الصلاة، وذلك لما يكون فيها من فوائد ولأهميتها (٤).


(١) الإتقان (١/ ١٧٠)، وقال الزركشي: (وأما ما يتعلق بترتيبه ـ القرآن ـ فأما الآيات في كل سورة، ووضع البسملة في أوائلها فترتيبها توقيفي بلا شك، ولا خلاف فيه، ولهذا لا يجوز تعكيسها) البرهان (١/ ٢٥٦). راجع كتاب مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه المؤلف: عدنان محمد زرزور (فصل ترتيب السور).
(٢) كثير منها في علم الغيب وعلمها عند ربي مثل الحروف المقطعة في أوائل السور ولا نقول لا فائدة منها (عياذا بالله) ونعترف بجهلنا بها {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}.
(٣) وكثير من الكتب اهتمت بذلك مثل كتاب أسرار ترتيب القرآن، للإمام السيوطي.
(٤) عن سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: من رأى منكم الليلة رؤيا؟ قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول: ما شاء الله، فسألنا يومًا فقال: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ ..... الحديث، صحيح البخاري حديث رقم [١٣٨٦] (٢/ ١٠٠).

<<  <   >  >>