للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أريد من القارئ الكريم ملاحظة عدة أمور منها:

١ ـ أن يوسف ـ عليه السلام ـ لما عبر رؤيا السجينين، ذكر ما هو المآل الذي سوف يحدث لهذين السجينين بالضبط، مثلاً: السجين الأول، تأويل رؤياه: أنه سيسقي ربه خمرًا، بمعنى أنه سيكون ساقي الملك والمقرب منه، وفي الواقع حصل هذا الأمر، كما فسره يوسف ـ عليه السلام ـ بحذافيره. إذًا هنا نستطيع أن نسمي هذا تفسيرًا؛ لأنه فيه المآل الذي سوف يصل إليه صاحب الرؤيا بدقة متناهية.

وهناك أمر آخر، إذ إن تعبير النبي أو الرسول يكون في غاية الدقة، ويكون بتفاصيل كثيرة، على سبيل المثال ننظر كيف عبر يوسف ـ عليه السلام ـ رؤيا السجينين، وذكر فيها بعض التفاصيل، فإذا قارنّا هذا التعبير للرؤيا، وتعبير يعقوب ـ عليه السلام ـ (بحسب اجتهاد بعض المفسرين)، نجد أن رؤيا يوسف تعبيرها كان مغايرًا، وليس فقط عندما نقارن رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ بل إذا قارنّا باقي الرؤى التي ذكرت في سورة يوسف.

ومثالٌ آخر في نفس السورة، وهي رؤيا ملك مصر أيضًا عبرت، وعبرها يوسف ـ عليه السلام ـ بل إنه ـ عليه السلام ـ أسهب في تعبيرها وشرحها وبيانها. يقول الله تعالى في محكم تنزيله: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ

<<  <   >  >>