للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول صاحب أضواء البيان في تعليقه على الآية التي ذكر فيها رؤيا يوسف ـ عليه السلام: "لم يبين هنا تأويل هذه الرؤيا (١)، والعجيب أنه قال: "ولكنه بينه في هذه السورة في قول الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} (٢).

ويقول الإمام السعدي ـ يرحمه الله ـ في معنى الآية السابقة الذكر (فهذا وقوعها الذي آلت إليه ووصلت) (٣)، بمعنى أنه ليس تعبيرًا ولكن تحققًا للرؤيا.


(١) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (٣/ ٣٩)، وقال صاحب التحرير والتنوير، ولم يعلم يوسف تأويلها إلا يوم قال: {وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} سورة يوسف الآية (١٠٠) يشير إلى سجود أبويه له (٢٣/ ٢١٨).
قلت: إن هذا الرأي يدل أن رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ لم تعبر، وأن يوسف ـ عليه السلام ـ لم يسمع تعبيرها والله أعلم.
(٢) سورة يوسف الآية رقم (١٠٠).
(٣) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (٤٠٥).

<<  <   >  >>