أيضًا في الآية الكريمة {ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} لم يذكر تعبير الرؤيا التي رآها. أو أنه قال هذا تأويل رؤياي بعد تحقق كل التعبير بإجماله، أو أن المقصود ليس تعبير الرؤيا في تعليق يعقوب ـ عليه السلام ـ على رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ كما أوردنا في بحثنا هذا، ولعل الموقف لما رأى أباه كان أولى بأن يتذكر تعبير رؤياه والله أعلم.
٢ ـ قوله تعالى في قصة يوسف:{قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} الإشارة هنا تدل على أن الرؤيا صارت حقيقة على أرض الواقع (وليس التعبير)، فنعود للشرح الأول، أن المقصود هنا هو تحقق للرؤيا والله أعلم، لذلك ذكر الإمام الطبري في الأقوال في تفسيرها قوله (هذا تحقيقها)(١) أي تحققًا لرؤياه ـ عليه السلام ـ على الواقع.
غير أن هناك مواقف كثيرة لم تذكر في تعبير يعقوب ـ عليه السلام ـ لرؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ بتفاصيل واضحة ودقيقة، فلم يذكر في تفسيره أنه سيكون ملكًا ومسئولاً كبيرًا مثلاً، وأنه سوف يتعرض للفتن أو يسجن.
(١) نقل الطبري في تفسيره: قال ابن زيد في تفسير قوله تعالى: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} هذا تحقيقها (٨/ ٢٠٤)، ..... بمعنى أنه ليس تعبيرها والله أعلم.