للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبدعة: خمسة، واجبة: كنظم الدلائل لرد شبهة الملاحدة وغيرهم. ومندوبة: كتصنيف الكتب وبناء المدارس ونحوها. ومباحة: كالبسط في الألوان والأطعمة وغيرها. ومكروهة وحرام وهما ظاهران. كذا ذكر في شرح المشارق عن العلماء من السلف.

التراويح: جمع ترويحة وهي في الأصل مصدر لكن غلبت التسمية بالترويحة لاستراحة القوم بعد كل أربع ركعات. وفي شرح مختصر القدوري: الترويحة الجلسة أصلا ثم سمى الركعات التي أجزنا الترويحة بها ...

كما أطلقوا اسم الركوع على الوظيفة التي تقرأ في القيام لأنها متصلة بالركوع.

وفي المحيط: التراويح سنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقامها في بعض الليالي وبين العذر في ترك المواظبة عليها وهو خشية أن يكتب علينا، ثم واظب عليها الخلفاء الراشدون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وجموع المسلمين من زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى يومنا هذا.

وقد قال عليه السلام: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" ١. وقال صلى الله عليه وسلم: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" ٢. وقال صلى الله عليه وسلم: "ما رآه المؤمنون حسنا فهو عند الله حسن" ٣.


١ وهذا الحديث جزء من حديث العرباض بن سارية والذي أخرجه الترمذي في باب العلم ٧/٤٣٩ وقال عنه: حديث حسن صحيح، وأبو داود في كتاب السنة ١٢/٣٥٩ وابن ماجه ١/١٥ والدارمي ١/٤٤.
٢ هذا جزء من حديث عبد الله بن مسعود وأوله: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه".
قال العجلوني فيه: إنّه موقوف حسن، وقد أخرجه البزار والطيالسي والطبراني وأبو نعيم والبيهقي. ونقل عن ابن الهادي أنه مرفوع عن أنس بإسناد ساقط والأصح وقفه على ابن مسعود. انتهى كلامه مع تصرف يسير. يرجع إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل ١/٣٧٩ وكشف الخفا ٢/١٨٨.
٣ هذا الحديث رواه البيهقي وأسنده الديلمي عن ابن عباس على ما حكاه العجلوني، وروي بمعناه على ما أخرجه السجزي وابن عساكر والبيهقي وابن عدي كلهم عمن عمر بن الخطاب قال: ابن الجوزي عنه: هذا الحديث لا يصح، لأنّ في سنده نعيماً وهو مجروحٌ، وعبد الرحيم قال عنه ابن معين كذاب. وفي الميزان هذا الحديث باطل اهـ. والكلام عليه كثيرٌ، وأكثر أهل العلم على تضعيفه. راجع كشف الخفا ١/١٣٢ وفيض القدير ٤/٧٦.

<<  <   >  >>