فالمقصرون يلمزون المتمسكين بالغلو والتطرف والإرهاب أو التشدد , على أن ما هم عليه هو اعتدال الإسلام وتوسطه , وما أظهروه هو الاعتدال , وهو في الحقيقة ليس كذلك؛ إذ هو التقصير والتفريط في بعض شعائر الإسلام وأحكامه. أما الاعتدال والتوسط فهو في دين الله ومنهاج دينه , ولا يخفى أن من يتهم أحدا بالتطرف أو الغلو ونحوهما , غايته التنفير والتحذير منهم وليس لكونهم متجاوزين لحدود الشريعة ووسطية الإسلام , كما هو الحال فيمن اتهم دعوة الشيخ السلفية الإصلاحية بذلك؟!
أعني أن هذه الدعاوى ليست من باب الأسماء والأحكام , أو لتبين معاني شرعية بقدر ما هي لأغراض وأهواء ذاتية أو محدودة. فتكون بذلك من تحميل مصطلحات الشارع ما لا تحتمل , ومن استعمال المعاني الشرعية في الأغراض الشخصية الضيقة والغايات السياسية المحدودة!