الغلو - في الحقيقة - أعلى مراتب الإفراط في الجملة. فالغلو في الكفن مثلا هو المغالاة في ثمنه والإفراط فيه.
والغلو أخصّ من التطرف؛ إذ إن التطرف هو مجاوزة الحدِّ , والبعد عن التوسط والاعتدال إفراطا أو تفريطا , أو بعبارة أخرى: سلبا أو إيجابا , زيادة أو نقصا , سواء كان غلوا أم لا , إذ العبرة ببلوغ طرفي الأمر , وهو الغلو في قول القائل:
لا تغلُ في شيء من الأمر واقتصد ... كلا طرفي قصد الأمور ذميمُ
فالغلو أخص من التطرف باعتبار مجاوزة الحد الطبيعي في الزيادة والنقص , في حال النقص يسمى غلوا إذا بالغ في النقص , فيقال: غلا في النقص , كما في قول اليهود جفاء في حق المسيح ابن مريم عليهما الصلاة والسلام. وكذلك في الزيادة إذا بالغ فيها كقول النصارى في المسيح ابن مريم غلوا.
والتطرف: الانحياز إلى طرفي الأمر , فيشمل الغلو , لكن الغلو أخص منه في الزيادة والمجاوزة , ليس فقط بمجرد البعد عن الوسط إلى الأطراف.
أو بمعنى آخر: كل غلو فهو تطرف, وليس كل تطرفٍ غلوا.