الفصل الثالث التطرف والغلو في باب الأسماء والأحكام وآثاره أولا - ما الأسماء والأحكام؟
هذا المصطلح حادث لم يكن معروفا عند الرعيل الأول من السلف الصالح, وإن كان موجودا بمعناه وأحكامه.
فالأسماء: هو ما يسمى العبد به في الدنيا من الأسماء الدينية: مؤمن , كافر , فاسق , عاصٍ , منافق. . . . .
والأحكام: هو ما يُحكم عليه به في الآخرة: في الجنة أو مخلد في النار أو غير مخلد فيها.
وهذا المبحث هو ثمرة الخلاف في مسمى الإيمان وحقيقته , ومسمى الكفر وحقيقته فكل من كان له قول في الإيمان تجد له في نهاية قوله تقريرا في حكم العبد في الآخرة , واسمه في الدنيا.
لأجل هذا سيكون الكلام ابتداء على الغلو في باب الإيمان بين الطوائف ويتضمن الأسماء والأحكام كنتيجة له.
فأهل السنة والجماعة يعتقدون أن الإيمان يكون بثلاثة أمور:
١- قول باللسان.
٢- اعتقاد بالقلب والجنان.
٣- عمل بالجوارح والأركان.
مع زيادته بطاعة الرحمن , ونقصانه بالمعصية , وأصل هذا القول مستفاد من استقراء الكتاب والسنة , وفهم الصحابة لهما , ودلالة لغة العرب لألفاظهما.