والرد على الوعيدية من الخوارج والمعتزلة في استدلالهم بآية النساء من عدة وجوه: ١- أن الله ذكر الخلود في الآية ولم يذكره على التأبيد كقوله عن أهل الجنة:{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}[البينة:٨] .
وكقوله عن أهل النار في ثلاثة مواضع من القرآن في أواخر النساء والأحزاب والجن {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} فصرّح سبحانه فيها بالخلود مع التأبيد.
فعليه يكون المراد بالتخليد في هذه الآية المكث الطويل , خاصة أن معصية قتل النفس التي حرم الله من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله , كما دل عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في السبع الموبقات وهو عند مسلم , فدل على عظم هذا الجرم وكبره لا على كفر فاعله!
٢- إن الله تعالى في أحكام القصاص سمى القاتل أخا للمقتول , كما في قوله تعالى:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}[البقرة: ١٧٨]