ومما يدخل في معنى الذين كفروا من قبل اليهود والنصارى: مَن سبقهم من الأمم , التي شابهت مقالة اليهود والنصارى في دعوى البنوة لله مقالتهم.
وهذه المقالة - بتولّد الآلهة وكون لها أبناء - عقيدة وثنية صريحة واضحة عند الأمة اليونانية القديمة!
فلذا دخل اليونانيون الوثنيون في مفهوم الآية ومنطوقها من هذا الاعتبار فهم ممن كفر قبلُ. وهو أيضا مظهر جلي للغلو والتطرف الديني الذي أورث العنف والتكفير والإرهاب لمن لم يوافقهم في العقيدة الوثنية.
هذا فضلا عن تأثير الوثنية اليونانية على من بعدها من الأمم حيث ظهر تأثيرهم الوثني على اليهود والنصارى وفرق وعلى بعض الفرق الضالة من الجهمية والمعتزلة والمتكلمين وقبلهم الفلاسفة. . . , فضلا عن تأثيرهم في غيرهم من الأمم الوثنية المشركة من المجوس والهندوس والرومان. . . . إلخ.
فإذن في تجلية الغلو والتطرف والانحراف الوثني في العقيدة اليونانية بيان للذين كفروا من قبل ومبلغ معرفتهم بربهم , المتمثل في أدنى دركات الجهل , والعمى عن رب العالمين ,وإن بلغوا مبلغا متقدما في العمران المادي للدنيا بما خلفوه من تراث مادي بارز.