للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. وقال: النائحة إن لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب " ١ رواه مسلم.

............................................................................................

قوله: "والطعن في الأنساب " أي الوقوع فيها بالعيب والنقص، ولما عير أبو ذر رجلا بأمه قال النبي صلي الله عليه وسلم: " أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية " ٢ متفق عليه، فدل على أن الطعن في الأنساب من عمل أهل الجاهلية، وأن المسلم قد يكون فيه شيء من هذه الخصال المسماة بجاهلية ويهودية ونصرانية ولا يوجب ذلك كفره ولا فسقه، قاله شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -.

قوله: " واستسقاء بالنجوم " تقدم معناه، فإذا قال قائلهم: مطرنا بنجم كذا وبنوء كذا فلا يخلو، إما أن يعتقد أن له تأثيرا في نزول المطر، فهذا شرك وكفر لنسبة المطر لغير من أنزله وهو الله وحده، وإما مع إطلاق هذا اللفظ فقد صرح ابن مفلح في "الفروع" بتحريمه، وكذلك صاحب "الإنصاف" ولم يذكرا خلافا.

قوله: والنياحة أي رفع الصوت بالندب على الميت وضرب الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك، وهي من الكبائر لشدة الوعيد والعقوبة كما في هذا الحديث.

قوله: " النائحة إذا لم تتب قبل موتها " فيه تنبيه على أن التوبة تكفر الذنب.

قوله: " تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب "السربال واحد السرابيل وهي الثياب والقمص، هذه سرابيل أهل النار يعني يلطخن بالقطران حتى يكون اشتعال النار بأجسادهن أعظم، ورائحتهن أنتن، وروي عن ابن عباس أن القطران هو النحاس المذاب.


١ رقم (٩٣٤) في الجنائز , باب التشديد في النياحة وأحمد في المسند٣٤٢/٥ و٣٤٣ و ٣٤٤ من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه ٠.
٢ البخاري رقم (٣٠) في الإيمان: باب المعاصي من أمر الجاهلية، ورقم (٢٥٤٥) في العتق: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " العبيد إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون , ورقم (٦٠٥٠) في الأدب: باب ما ينهى من السباب واللعن , ومسلم رقم (١٦٦١) في الإيمان: باب إطعام المملوك مما يأكل ... ، وأبو داود رقم (٥١٥٧) في الأدب: باب في حق المملوك , والترمذي رقم (١٩٤٦) في البر: باب الإجسان إلى الخدم , وأحمد في " المسند " ٥/ ١٦١.

<<  <   >  >>