تصب في بحر القوة التي لا تفهم إسرائيل لغة غيرها، وكان فيها دعوة وهتاف ونداء إلى أن يتوحد العرب، عسكرياً وسياسياً، واقتصادياً، فالوحدة قوة، والتفرق ضعف ... ودعا إلى التمسك بالإسلام العظيم:(إن العرب بالإسلام كل شيء، والعرب بلا إسلام لا شيء) ففي الإسلام طاعة أي ضبط ونظام، وفيه معاني الخلق الكريم، ومنه الصبر الجميل، وغرس الإسلام روح الشجاعة والإقدام في المسلمين، وجعل التولي يوم الزحف من الكبائر، وأمر بالثبات في ميادين القتال، ودعا إلى الجهاد بالأموال والأنفس لإعلاء كلمة الله، وجعل الشهداء في مقام العظماء مع الأنبياء والصدّيقين والصالحين.
واهتم الإسلام بالحرب النفسية، وأهم أهدافها:(التخويف من الموت والفقر - ومن القوة الضاربة للمنتصر - ومحاولة جعل النصر حاسماً - والدعوة إلى الاستسلام - وبث الإشاعات والأراجيف - وإشاعة اليأس والقنوط .. )، وقد تصدى الإسلام لهذه الحرب، بتربية أبنائه التربية التي تقيهم الوقوع في حبائلها، فالمسلم لا يخشى الموت، لأن الآجال بيد الله، ولا يخشى قوة العدو من عدد وعُدد، لأنه يعتقد أن النصر من عند الله، وما دام هو في حماية عقيدته، فلا خوف عليه، والمسلم لا يستسلم للهزيمة، ولا يصدق الإشاعات، ولا يجوز له اليأس والقنوط.
وتحدث عن الحوافز المادية في الإسلام، وهي لا تقل تأثيراً عن الحوافز الروحية، فهما تعملان - جنباً إلى جنب - لترسيخ إرادة القتال في نفوس المسلمين وعقولهم معاً. فالمسلمون لا يستهينون بالعدو، ويستعدون للحرب ويكونون في حالة حذر ويقظة. يقول المؤلف:
" السؤال الذي يتردد اليوم هو: ألسنا مسلمين؟ وإذا كنا مسلمين، فلماذا لا ينصرنا الله على أعدائنا؟ " ويجيب: (كيف ينصرنا الله، ونحن