جاء هذا الكتاب في نحو (٥٠٤) صفحة، وكانت طبعته الأولى عام ١٩٩٨ م استهله ببحث:" إعادة كتابة المعارك العسكريّة العربيّة الإسلاميّة " ووضع لذلك شروطاً ومبادئ، حتى لا تكون فوضى يثير نقعها الحاقدون من الأجانب وأتباعهم وتلاميذهم من أبناء العرب والمسلمين الجاهلين، أو المغرورين بالغرب وأمانته العلميّة، أو الجهلة أصحاب النيّات الحسنة.
أرّخ - في إيجاز شديد - لتطور المعارك العربيّة الإسلاميّة عبر التاريخ، تلك التي بدأت في السنة الثانية للهجرة، إذ قاد الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - ثمانياً وعشرين غزوة، وبعث سبعاً وأربعين سرية، وكان من ثمرة تلك الغزوات المظفّرة، والسرايا المباركة، توحيد شبه الجزيرة العربية تحت لواء الإسلام.
ثم كانت حروب الردّة على عهد الخليفة الصدِّيق، وامتدّت سنة كاملة، انتصر فيها المسلمون انتصاراً باهراً، وقضوا على المرتدّين.
وبدأت معارك الفتح الإسلامي سنة ١١ هـ على عهد الصدّيق، وتصاعدت وامتدت على عهد عمر، وأوائل عهد عثمان، حتى صارت الفتوح طوفاناً عارماً، ما لبث أن توقَّف من جزاء اختلاف المسلمين.
ومنذ سنة مئة هجرية بدأت المعارك الدفاعية عن البلاد الإسلامية، ثم جاء التتار سنة ٦٥٦ هـ واقتحموا بغداد كالضواري المتوحّشة، فقتلوا وأحرقوا، ودمّروا، وقضوا على الخلافة العباسيّة، وعلى معالم الحضارة