في صباح اليوم الثالث عشر من كانون الأول ١٩٩٨ م كان يجلس اللواء خطاب في مجلسه المعتاد: تحت درج منزله على كرسيّ عتيق، وجاءت ابنته تودّعه، وقبل أن تغادر المنزل إلى الجامعة، طلب منها أن تجلس معه، لتقرأ معه سورة (يَس) حاولت الطالبة الاعتذار من أجل حضور المحاضرات، فأشار إليها: أن اجلسي، فجلست، وجاءت زوجته الصالحة الصابرة، وجلست، وقرأت (آمنة) سورة (يَس)، وكان الوالد يقرأ معها، فأحسّ بجفاف في حلقه، بعد الانتهاء من قراءة السورة، فطلب من زوجته أن تأتيه بكأس من الشراب، وأسرعت الزوجة إلى المطبخ، وهي تسمع زوجها يردّد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله .. وكرّرها مرة وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً ثم سكت، وابنتُه تنظر إليه، وتردّد معه شهادة الحقّ، فأسرعت زوجته إليه، لتراه كالنائم، قد أسلم روحه لبارئها .. رحمه الله رحمة واسعة.
وحُملت جنازته، ودُفن، دون أن يدري بوفاته ودفنه أكثر أصحابه ومحبّيه الكثر من أبناء الشعب العراقي، ولو علموا لكانت من الجنازات المشهودة في تاريخ بغداد.