للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تحدث الكاتب عن دروس غزوة تبوك، من مثل الحرب الإجماعية التي تعني تحشيد سائر قوى الأمة، المادية والمعنوية للأغراض الحربية، وليس الجيش وحده. ثم تحدث عن المتخلّفين عن تلك الغزوة، وعقابهم، وعن التدريب العنيف الذي تعرّض له جيش العُسْرة، وعن المسير الليلي، والمعنويات، والمعلومات، والضَّبْط، ثم أجملَ نتائجَ تلك الغزوة، من رفعِ معنويات المسلمين، وإقبالِ المتردّدين في اعتناق الإسلام إلى اعتناقه، ومن تأمين نقاط ارتكاز على الحدود الشمالية تربط شبه الجزيرة العربية، ببلاد الشام الخاضعة للرومان، وذلك بعقد المحالفات مع سكان تلك المنطقة، ودخول بعضهم في الإسلام. ونقاط الارتكاز هذه، هي التي سهّلت مهمة الفتح الإسلاميّ على عهد الخلفاء الراشدين.

وفي بحث (التطبيق العملي) كانت خاتمة الكتاب، تطرَّقَ فيها إلى التطبيق العمليّ لنظريات الحرب المثالية بصورة موجزة، ذلك التطبيق الذي أنجزه الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - قبل أربعة عشر قرناً، بينما عجز عن تطبيقه العسكريون في القرن العشرين.

وقد أجمل المؤلف أسباب النصر الذي حقّقه الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - في الغزوات الثماني والعشرين التي قادها بنفسه، في أربعة أسباب مهمة هي:

١ - قيادة عبقرية تمثلت في مجمل صفات القائد العبقري وهي:

(الشجاعة الشخصية - الإرادة القوية - تحمل المسؤولية بلا تردد - الوقوف التام على مبادئ الحرب - القدرة على إبداء الحكم السريع الواضح - ذو مخيلة مقرونة بمزاج لا تأخذه نشوة الفوز، ولا تثبط عزيمته كارثة الخيبة - أن يكون سابراً غور الطبع البشري - إصدار القرارات الصحيحة - المحافظة على معنويات رجاله - كسب ثقة رجاله، ليكسب طاعتهم وحسن تنفيذهم للأوامر - اللياقة البدنية - الماضي المجيد - الثقة المتبادلة بينه وبين رجاله).

<<  <   >  >>