للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - ضعف الأعداء. فقد كان أعداء الإسلام ضعافاً برغم كثرتهم، وبيّن أسباب ضعفهم، وهي: ضعف قيادتهم، وفساد نظامهم العسكري، وعدم وجود أهداف مثالية تؤمن بها قوات العرب المشركين والفرس والروم معاً .. ولن ينتصر جيش، مهما كان قوياً، إذا كانت تنخر فيه هذه الأسباب.

لقد حفل هذا الكتاب المهمّ بألوان من الموضوعات المهمّة التي يحتاج إليها العسكريّ، والسياسيّ، والداعية، والمفكّر .. فقد ذكر في بحث (القتال في الإسلام) المبادئ المثالية التي جاء بها القرآن العظيم، الخاصّة بأغراض الحرب العادلة في الإسلام، وأهدافها، وتنظيمها، وأورد بعض المصطلحات العسكرية والقانونية، وقوانين الحرب والحياد، من أجل تقديم فكرة واضحة عن المبادئ النظرية، في أحدث الكتب العسكرية، وأوثقها، وفي أحدث مصادر القانون الدولي، ومقارنتها بالمبادئ المثالية التي جاء بها الإسلام عن الحرب في الإسلام.

كما حفل الكتاب بأعمال الرسول - صلى الله عليه وسلم - العسكرية التي طبّقها فعلاً في القتال، وقارن بينها وبين المعلومات النظرية الحربية، التي طبّقها الرسول وأصحابه عملياً قبل أربعة عشر قرناً، بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ.

وفي هذا الكتاب ظهر الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - بشراً سويّاً، لم ينتصر وينشر دينه بحدّ السّيف كما يزعم المستشرقون وأذنابهم هنا وهناك وهنالك، كما لم ينتصر بالمعجزات والخوارق، كما يحلو لبعض البسطاء أن يزعموا، وإنما كان - عليه صلوات الله وسلامه - قائداً إنساناً فذاً، له من المؤهلات العظيمة ما تجعله فوق القادة العسكريين على مدى الزمان.

***

<<  <   >  >>