وكان واحد منهم أسلم بعد الهجرة، وخمسة أسلموا قبل فتح مكة، وأن أكثر قادته من المهاجرين والأنصار، من السابقين الأولين.
وكان الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - لا يؤمّر أهل الوبر على أهل الحضر، لأنّ أهل المدن أعرف بفنون القتال من البدو، وأصبر على معاناة الحرب، وأقدر على تحمُّل أعباء القتال.
ولما التحق النبيُّ الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى خَلَفَه قادةٌ وأمراء، وولاة وقضاة، وعلماء وفقهاء ومحدّثون، قادوا الأمة سياسياً، وعسكرياً، وإدارياً، واقتصادياً، وفكرياً، واجتماعياً، ونجحوا في قيادتها إلى المجد. وتحدّث عن مصائر قادة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأحصى اثنين وعشرين منهم شهداء، وخمسة عشر ماتوا على فرشهم، وهذه أعلى نسبة في القادة الشهداء في تاريخ الحروب القديمة والحديثة، وهي تدل على شجاعتهم، وإقدامهم، وشدّة طلبهم للشهادة، وحرصهم عليها لما يلقى الشهيد من التكريم عند الله تعالى. وقدّم المؤلف جدولاً بيَّن فيه مصارع قادة الرسول القائد عليه الصلاة والسلام.
ثم تحدّث الكاتب عن المراحل التي تمّ فيها تأليف هذا الكتاب،
منذ كان فكرة وحلماً في نفسه، إلى أن غدا واقعاً يطالعه الناس ..
كانت فكرة الكتاب قد راودته في سن مبكرة، عندما كان طالباً في الكلية العسكرية سنة ١٩٣٧ م، ثم بعد أن صار ضابطاً في كلية الأركان العراقية عام ١٩٤٨ م، حيث كان التاريخ العسكري الاستعماري للبلاد العربية والإسلامية، وتاريخ القادة العسكريين الاستعماريين هو الذي يُدرَّس، بينما لا يجد التاريخ العسكري العربي الإسلامي، ولا تاريخ قادته، أيَّ مجال في المدارس والكلّيات العسكرية العربية والإسلامية، ولهذا قرّر أن يندب نفسه لإخراج كتاب عن قادة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.