للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجال اللواء خطاب جولة في التاريخ، وقارن الفاتحين الأولين، بالفاتحين التالين، وكانت فروق واضحة بين الجيلين، فقلَّ المجاهدون، وكثر المحترفون.

وعندما وصل به المطاف إلى العصر الحديث، رأى الخزي في استخزاء العرب والمسلمين، الذين استقلوا في أواخر النصف الأول من القرن العشرين، ولكنهم بقوا يعانون من الاستعمار الفكري البغيض، حتى سيطر الصهاينة على فلسطين والجولان والضفة وسيناء، في غياب الجهاد، وغياب التمسك بالإسلام العظيم.

كانت انتصاراتهم في عصر الفتح الذهبي، وعصر استعادة الفتح، انتصار عقيدة، وحّدت صفوفهم، وجمعت كلمتهم، وجعلتهم كالبنيان المرصوص، فلما غيَّر المسلمون ما بأنفسهم، وانحرفوا عن عقيدتهم، لم ينتصروا قطّ، لأن أنفسهم هانت عليهم، فهانوا على الأمم.

لقد أصبح المسلمون في سنوات معدودات بالإسلام في الأوج، فقادوا العالم عسكرياً وسياسياً وحضارياً، وصاروا خير أمة أخرجت للناس، فلمّا تخلّوا عن الإسلام، صاروا في الحضيض ..

تلك هي عبرة استعادة الفتح (١).

ثم تحدّث عن القادة الفاتحين لأرمينية، والقادة الذين استعادوا الفتح بالتفصيل، وهم الذين ذكرناهم آنفاً، وحسب الخطة التي كان اختطها في المقدمة، وسار على نهجها في كل كتاباته عن المعارك، وعن القادة الفاتحين .. فمثلاً عندما تحدّث عن القائد عياض بن غَنْم الفهري،


(١) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية: ص ١١٦ - ١١٧.

<<  <   >  >>