قال المصنف رحمه الله تعالى:[والإيمان بعذاب القبر، وأن هذه الأمة تفتتن في قبورها، وتسأل عن الإيمان والإسلام، ومن ربه؟ ومن نبيه؟ ويأتيه منكر ونكير كيف شاء وكيف أراد، والإيمان به والتصديق به].
وهذا أيضاً مما يدخل في الإيمان باليوم الآخر، فكل ما بعد الموت من حين تخرج الروح من الجسد فهو من اليوم الآخر يقال: من مات فقد قامت قيامته، أي: قد دخل فيما يكون بعد الموت.
ومما يكون بعد الموت الإيمان بعذاب القبر وبنعيمه، نؤمن بذلك كما وردت به الأحاديث الصحيحة، وكما ذكر ذلك واستنبطه العلماء من القرآن من بعض الآيات والأدلة، وأنه يأتيه ملكان، وردت تسميتهما (منكر ونكير) في بعض الروايات، وأنهما يسألانه: من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ وأنه يفسح له في قبره إذا كان من المؤمنين، ويضيق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، فيصير القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
ويعم ذلك كل ميت، سواء قُبر أو لم يُقبر، فحتى ولو أكلته السباع أو أحرق وأذريت جثته في الرياح أو في البر والبحر، فإن الله قادر على أن يوصل إليه ما يستحقه من عذاب أو نعيم، والأحكام بعد الموت وفي البرزخ على الأرواح؛ لأن الأرواح باقية بعد مفارقتها للأجساد، ولكن لابد أن يصل شيء من الألم أو النعيم إلى الأجساد ولو كانت فانية.
وعلى كل حال يجب على الإنسان المؤمن أن يؤمن بما يكون بعد الموت مما ورد في هذه الأحاديث، ويحمله الإيمان على أن يستعد لذلك، وأن يعمل العمل الذي يكون سبباً في نجاته من تلك الأهوال.