[أفضل هذه الأمة بعد الصحابة رضي الله عنهم التابعون ثم تابعوهم]
وبعدهم التابعون، نؤمن بأن أفضل الأمة أهل القرن الأول الذين هم الصحابة، ثم بعدهم تلامذتهم وأبناؤهم الذين تعلموا منهم والذين أسلموا على أيديهم.
ثم بعد التابعين تابعو التابعين، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم:(خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، فذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة وسكت عن الباقي، وهذا دليل على أن القرون الثلاثة هي أفضل هذه الأمة؛ ولأجل ذلك كان الحق فيها ظاهراً، والسنة فيها ظاهرة، وأهل السنة ظاهرون، والمبتدعة أذلاء.
ولم يتمكن المبتدعة إلا في القرن الرابع وما بعد؛ فإنهم تمكنوا، وكثر الذين أنكروا كثيراً من السنة، فتمكن المعتزلة والجهمية وأتباعهم، وكذلك القدرية والجبرية وسائر المبتدعة، وكذلك الشيعة ونحوهم تمكنوا في تلك القرون وصار لهم ولاية في العراق، كدولة بني بويه، وفي الشام ومصر كدولة من سموا أنفسهم (فاطميين) وهم بنو عبيد القداح، فلم يزالوا كذلك إلى أن أراح الله منهم العباد، ولكن تأثيرهم في تلك البلاد وبقاياهم وسننهم لا تزال إلى الآن، وأبقى الله تعالى من أهل السنة من يرد عليهم ويبين باطلهم.
فيعتقد المسلمون فضل الصحابة، ويعتقدون أنهم خير قرون هذه الأمة، وأن هذه الأمة أفضل القرون.