للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشياء، فتراها تندفع اندفاع السيل في إيراد الأخبار المثيرة، ولو كانت جارحةً للأخلاق, أو منافية لبعض القيم الإنسانية والاجتماعية والدينية في الأمة، وهذه الصحافة الأخيرة هي الصحافة الصارخة, أو صحافة الجاز Gass Journal ism كما يصفها بعضهم بهذا الوصف, أو الصحافة الصفراء, كما تسمى في أمريكا.

وإلى أتباع هذا الاتجاه من الصحفيين نوجه الانتباه إلى هذا السؤال: هل الأخبار دائمًا سيئة؟

ويجيب "جون هوهنبرج" صاحب كتاب "الصحفيّ المحترف" فيقول:

"يقال: إن الأزمات والكوارث والمصائب تستخدم دائمًا من أجل بيع الصحف، ويقولون: إن معظم الصحف تتألف بشكلٍ واضحٍ من مجموعة الفظائع التي تحدث للأفراد والمجتمعات على حَدٍّ سواء".

وفي هذه الأحوال تكون "طبيعة الحال شيء من الصدق" ولكن ليس كل الصدق، فالصحفيون -بتقريبهم من الناس- يفضلون الأخبار السارة على الأخبار السيئة.

وقد منحت جائزة "بوليتزر" إلى محرر صحفيٍّ كاد يفقد حياته أثناء محاولته إنقاذ حياة طفلة صغيرة، كما منحت هذه الجائزة إلى محرر نجح في إنهاء إضرابٍ عن طريق التقريب بين وجهات نظر الفريقين المتعارضين، كما منحت لمصور التقط صورة لأحد رجال الشرطة وهو يحادث طفلًا في استعراض عيد رأس السنة الصينية.

وليست هذه إلّا أمثلة بسيطة١.

أما الاتجاه الثاني: فهو الاتجاه المحافظ، وفيه تنظر الصحيفة إلى اعتباراتٍ أخرى, إلى جانب الاعتبار الأول الذي هو اهتمام القراء، ومن هذه الاعتبارات التي تنظر إليها الصحيفة:


١ الترجمة العربية للكتاب للأستاذ فؤاد ص٦٩.

<<  <   >  >>