للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: توخي الصالح العام دائمًا، فإذا تعارض هذا الصالح العام مع عنصر الغرابة, أو عنصر الدراما, أو عنصر الجنس, أو عنصر الغموض, آثرت الصحيفة الصالح العام على هذه العناصر، وضحت في هذه الحالة بجزء كبير من القراء، أو بعبارة أخرى: بجزء من الربح الماديّ للجريدة.

ثانيًا: أن تكون المادة الصحفية نفسها -خبرًا كانت أم مقالًا- مما يرشد الأفراد ويعلمهم ويثقفهم, ويهديهم في علاقاتهم بالناس, وبالحكومة, وبالعالم.

ثالثًا: أن تكون هذه المادة الصحفية مما يتفق وقواعد العرف أو الذوق، ولا يخالف قانون البلاد.

وعلى ذلك فأصحاب هذا المذهب الثاني, من مذاهب نشر الخبر, لا يعترفون بالمبدأ القائل: "قدم إلى قرائك ما يحبونه فقط", ولكنهم يرون أن على عاتق الصحف واجبًا كبيرًا, هو أن تخلق في نفوس قرائها الاهتمام بالأخبار الهامة, والمسائل العامة، والأمور التي تتصل بسعادة الجماهير, ورفاهية الشعوب، وتقدم الجماعات الإنسانية، ونحو ذلك، وفي هذه الحالة -أي: باتباع الاتجاه الثاني من اتجاهات نشر الأخبار- يصبح للخبر الصحفيّ عندهم, تعريف آخر يخالف التعريفات المتقدمة من بعض النواحي، وهذا التعريف الجديد هو قولهم:

"الخبر الصحفيّ هو كل شيء يهتم به القراء، ويكون ذا صلة واضحة بشئونهم الشخصية, وأحوالهم الاجتماعية, وعلاقاتهم بالدولة, وبالأشخاص.

وهكذا تتسع هوة الخلاف بين الاتجاه الأول المسرف في التحديد، والاتجاه الثاني المائل إلى المحافظة والتقييد، ويظهر هذا الخلاف بينهما لا من حيث مادة الخبر ذاتها فقط, ولكن من حيث طريقة العرض أيضًا، فبينما تهتم الصحف الأولى عند شر الأخبار بإثارة الغرائز، وتعتمد دائمًا على رغبة القراء في معرفة الأسرار, والوقوف على الخبايا؛ إذ بالصحف

<<  <   >  >>