للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحافظة تؤثر العناية بالموضوع الهام؛ من حيث هو دون نظر القراء، مراعيةً في ذلك المطابقة التامة لقواعد الذوق والأخلاق، وما يتطلبه منها الحرص على الصالح والتثقيف العام.

لقد اتسع ميدان الأخبار اتساعًا لا يقاس بما كان عليه في بداية هذا القرن، وقديمًا كانت دوائر الشرطة والمحاكم, ودوائر الحكومة, تقدم معظم مصادر الأخبار للصحف، أما اليوم فلا يمكن لأي محرر يحترم نفسه أن يتجاهل العلوم والصحة والتعليم وشئون المنزل، وإعادة إصلاح الضواحي, وأخبار الإذاعات ومحطات التليفزيون, وعشرات من الميادين الأخرى التي قلما عولجت في السنوات الماضية، وقد انتقلت أخبار العمل والعمال من الصفحة المالية حتى استقرت في الصفحة الأولى, جنبًا إلى جنبٍ مع أخبار الثورات والانقلابات، كما أصبحت أخبار العمال شاملةً لأشياء أكثر من الاضرابات وما إليها، أما أخبار الحريات المدنية فتأتي في الدرجة الأولى من الأهمية:

"وقد كانت جمهرة القراء يومًا تهتم بأخبار الأثرياء والمشاهير، وأخبار الحسان والأشرار من بني الإنسان فيما مضى، غير أن هذه الأخبارلم تعد كافية في وقتنا هذا"١.

خذ لذلك مثلًا -خطبة لزعيم من الزعماء- فالصحيفة الأولى تنشرها مراعيةً في ذلك النواحي التي تجتذب القراء، معنيةً في ذلك بالمظهر الخارجيِّ للخطيب، فتصف لنا ملابسه ووقفته وحركته، وصوته، ونبراته، وما يتخلل خطبته أحيانًا من النكات، وما يقابل السامعون به ذلك من شتَّى الحركات أو التعبيرات، على حين نجد الصحيفة المحافظة تُعْنَى عنايةً تامةً بالخطبة ذاتها.

تقسمها إلى موضوعاتها، وتهتم بنص الخطبة نفسها، فتأتي بها كاملة في أغلب الأحيان، وباختصار تعتمد الصحف المحافظة على عنصر الدقة والجدة


٢ المصدر السابق ص٧٠, بتصرف.

<<  <   >  >>