للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- واضطرب الركاب، وعلا صراخ النساء والأطفال، وشعر الجميع بالخطر الداهم، خصوصًا أن المترو يقترب سريعًا من المنحنى السابق لمحطة روكسي، التي هي أولى محطات مصر الجديدة.

حـ- ولو وصل المترو إلى هذا المنحنى الحادِّ لانقلب بركابه جميعًا, ولعظمت فداحة الحادث، وأصبح الضحايا يعدون بالعشرات.

د- وشاءت الأقدار أن يجري الكمساري إلى مكان السائق، وعلى الرغم من أنه يجهل كل شيءٍ عن القيادة، فإنه أخذ يحاول وقف المترو عن السير، والعجيب أن المترو وقف في تلك اللحظة الدقيقة، وكان وقوفه قبل المنحنى الحادِّ بما لا يزيد عن ثلاثين بوصة.

هـ- واتضح فيما بعد أن السبب في سير المترو على هذه الصورة, هو أن السائق كان قد أخرج رأسه من العربة، فاصطدم بعمود من أعمدة الكهرباء، فقتل في الحال، وقذف به بعيدًا عن القضبان.

تعليق على الطرق الثلاث:

إذا نظرت معي أيها القارئ إلى الطريقة الأولى -وهي طريقة الترتيب الزمنيّ المعدول- لاحظت أنها أسهل الطرق جميعًا بالنسبة للمحرر وللقارئ في وقت معًا، أما المحرر: فإنه لم يعمل فكره كثيرًا في تقسيم الخبر إلى وقائع، وترتيبها بحسب وقوعها ترتيبًا زمنيًّا لا تصرف فيه، وأما القارئ: فإنه لم يجد عسرًا في تتبع القصة الخيرية على هذا الوجه.

غير أن الطريقة الأولى تفتقر إلى العنصر الدراميّ، والعناية فيها بجميع أجزاء الخبر متساويةً تقريبًا، مع أن المتبع عادةً هو المخالفة في هذه العناية، وذلك بتقديم بعض الأجزاء وتأخير الأخرى، والاهتمام ببعض الأجزاء أكثر من الاهتمام بالأخرى، وهكذا.

<<  <   >  >>