للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أن أهم ما يوجَّه إلى هذه الطريقة الأولى من نقدٍ, هو أنها مبنيةٌ في الواقع على نظام الهرم المعتدل. وقد سبق أن قلنا عن هذا النظام إنه يصلح لنشر المقال، ولكنه لا يصلح دائمًا لكتابة الأخبار, ومعنى ذلك أن اتباع هذه الطريقة الأولى في صياغة الأخبارمن شأنه ألّا يجعل الفرق واضحًا أو مفهومًا بين صياغة الخبر وصياغة المقال، وفي ذلك ما فيه من الخلط بين الفنون الصحفية من حيث الصياغة.

والقائل بهذه الطريقة الأولى من أساتذة الصحافة, هو الأستاذ نيل NELA، ولكنا لا نوافقه على ما ذهب إليه من الإشارة إليها, على أنها من بين الطرق الثلاث المتبعة في صياغة القصة الخبرية، بل نميل إلى القول بالطريقتين الأخيرتين إلى أن يأتي الوقت الذي يبتدع فيه المحررون النابهون طائفة من الطرق الأخرى.

وإذا نظرت معي أيها القارئ في الطريقة الثانية -وهي طريقة الترتيب الزمنيّ المعكوس- وجدتها تُعْنِي بنتيجة الحادثة أولًا- فتأتي بها في أول القصة، ثم تندرج منها إلى الوقائع التي أدت إليها.

وهذه الطريقة الثانية أكثر اتباعًا في الصحف السيّارة، وإن احتاجت من المحرر إلى جهدٍ أكبر، ووقتٍ أطول.

أما الطريقة الثالثة والأخيرة -وهي طريقة التشويق- فإنها أفضل الطرق جميعًا، وفيها يستطيع المحرر أن يغلب على فتور القارئ، وذلك بأن يوفر له العنصر الدراميّ، وفيها كذلك إهمال تام للعنصر الزمنيّ؛ إذ المهم في هذه الحالة هوالحادث نفسه وصورة وقوعه، وحتى النتيجة نفسها تأتي في الأهمية بعد الصورة, أو الكيفية, أو العنصر الدراميّ في مثل هذه القصة.

غير أن هذه الطريقة الأخيرة تتطلب من التحرير تفكيرًا أطول,

<<  <   >  >>