للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومهارة أكبر، وإنها لا يحسنها في الواقع إلّا كاتب بارع، أو محرر متمرن، وهو بهذه البراعة، وهذه المرانة, قادر على التصرف في القصة الخبرية تصرفًا صحفيًّا سليمًا جاريًّا في الوقت نفسه مع الأصول والقواعد التي أشرنا إليها.

وقبل الفراغ من هذا الفصل يجدر بنا أن ننبه القارئ هنا إلى أننا في تطبيق الطرق الثلاث على صياغة الخبر, إنما عنينا بشيءٍ واحد فقط، وهو كتابة صدر الخبر, والطرق المتبعة غالبًا في كتابة هذا الصدر، وأهملنا العناية بالعنوان من جهةٍ, وصلب الخبر من جهةٍ ثانيةٍ.

والحقيقة التي لا نزاع فيها, أن صدر الخبر أهم في نظر الصحيفة ونظر القارئ من صلب الخبر؛ لأن هذا الأخير -وهو الصلب- هو مكان التفاصيل التي تملأ بها الصحيفة فراغها غالبًا، وهي لذلك إنما نكتب دائمًا "البنط" الدقيق أو الخفيف، ويقع جزء منها في الصحيفة التي كتب فيها صدر الخبر، وتقع الأجزاء الباقية من هذه التفاصيل في الصفحات الأخرى من الصحيفة, أما القرّاء فلا يمضي منهم في قراءة هذه التفاصيل عادةً إلّا مَنْ يسمح له وقته بهذه القراءة، ومن هنا جاء اهتمام الصحيفة دائمًا بصدور الأخبار دون جسومها أو أصلابها، وكان الجهد الفنيّ الذي يبذل في كتابة هذه الأصلاب أقل بكثير جدًّا من الجهد الفنيِّ الذي يبذل في كتابة الصدور.

وذلك ما أردنا أن نلفت إليه نظر القارئ حتى يفهم أن القصة الإخبارية على الصورة التي قدمناها له, يجب أن تكون لها بقيةٌ تقصر وتطول حسب التفاصيل التي استطاع مخبر الصحيفة جمعها, وتزويد صحيفته بها, حتى تستطيع كتابة القصة كاملة.

وللصحيفة ذاتها بعد ذلك أن تتصرف في هذه التفاصيل, فتكتب منها ما تريد في الطبعة الخاصة بالعاصمة، وتكتب منها ما تريد أيضًا في الطبعة

<<  <   >  >>