للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومشاهدة الأفلام السينمائية الموصوفة بالانحراف، ونحو ذلك.

وإذا كان الأمر ككذلك, فقد وجب على الصحافة الرشيدة -وهي أكثر وسائل الإعلام إلحاحا على القارئ- أن تعين على تكوين رأي عام ضد الجريمة في أي شكل من أشكالها المعروفة، وغير المعروفة.

رابعًا: خير للصحافة دائمًا أن تحتاط في نشر الأخبار التي تمس النوابغ في الأمة، وأصحاب المواهب فيها، فهؤلاء الناس من البشر، ولهم ما للبشر من نقائص عادة، ولكنهم في الوقت نفسه ممتازون عن سواهم من أفراد المجتمع، وهم من هذه الناحية، يجب النظر إليهم بعين الاحترام والتقدير على اعتبار أنهم "كنوز" حقيقية للمجتمع، ومصدر من مصادر قوته وتفوقه على غيره من المجتمعات الأخرى، وعلى ذلك فمن الخطر أن تعبث الصحف بهم، أو تشوه من أسمائهم، أو تنال منهم بطريقة أو بأخرى, لمجرد أنهم سقطوا فيما يسقط فيه البشر.

إن الصحافة التي تحافظ على كنوز الأمة، وتحوط برعايتها عظماء هذه الأمة هي "الصحافة الرشيدة" التي تعرف واجببها نحو أمتها، وتخشى عليها من العواصف والزلازل التي تقوض ركنها، وتذهب بثروتها المعنوية التي لا يمكنها أن تعيش إلّا بها.

وسنعود إلى التحدث عن هذا الموضوع في الفصل الآتي بعنوان: "الذوق الصحفيّ والخبر".

وهنا يحلو لنا أن نقدم للقارئ طرفًا من الإرشادات التي أصدرتها إحدى الصحف الإنجليزية لمحرريها، وقد جاء في بعضها ما يلي:

ليكن مفهومًا لدى المحررين أننا لا نريد تمجيدًا للمجرمين، فلا يصح مطلقًا أن نظهرهم بشكل أبطال، أو شهداء, ونحو ذلك, إن المجرمين هم الأعداء الحقيقيون للمجتمع، ومن ثَمَّ لا يصح لنا أن نستخدم في الإخبار عنهم مثل هذه العبارات: "ملك اللصوص"، "أسد العصابة"،

<<  <   >  >>