للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بهذا الاسم من أسماء الله, فيطلب إليه ما يريد، والحاجة مقضية من غير شك.

ظفر الصبيان بهذه الوسيلة، فاعتزما أن يستخدماها، وما هي إلّا أن اشتريا ضروبًا من الطيب، وخلَا صبينا إلى نفسه في "المنظرة" فأغلق بابها من دونه، ووضع بين يديه قطعًا من النار، وأخذ يلقي فيها الطيب، ويردد: "يا لطيف"، وطال به هذا، وهو ينتظر أن تدور به الأرض، وتنشق له الحائط، ويمثل الخادم بين يديه، ولكن شيئًا من ذلك لم يكن.

وهنا نحول صبينا الساحر المتصوِّف إلى نصاب, خرج من "المنظرة" مضطربًا يمسك رأسه بيديه، ولا يكاد لسانه ينطق بحرفٍ واحدٍ، فتلقاه صاحبه الصبيّ يسأله: هل لقي الخادم؟ وهل طلب إليه العصا؟

وصاحبنا لا يجيب إلّا مضطربًا مرتجفًا، تصطك أسنانه اصطكاكًا حتى روع رفيقه الصبيّ، وبعد لأيٍ أخذ صاحبنا يهدأ، ويجيب في ألفاظ متقطعة، وبصوت متهدج: "لقد دارت بي الأرض، وكدت أسقط، وانشقت الحائط، وسمعت صوتًا ملأ الحجرة من جميع نواحيها, ثم أُغْمِيَ عليّ، ثم أفقت وخرجت مسرعًا".

سمع الصبيُّ هذا فامتلأ فرحًا وإعجابًا بصاحبه, وقال له: "هوِّن عليك، فقد أصابك الرعب، وملك عليك الخوف من أمرك، فلنبحثن في الكتاب عن شيءٍ يؤمنك ويشجعك على أن تثبت للخادم، وتطلب منه ما تشاء!

واستأنفا البحث في الكتاب، وانتهى بهما البحث إلى أن صاحب الخلوة يجب أن يصلي ركعتين قبل أن يجلس إلى النار ويأخذ في ترديد هذا الاسم، وكذلك فعل الصبيّ من غده، وأخذ يلقي الطيب في النار ويردد

<<  <   >  >>