للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحديث أو التحقيق، ونحو ذلك, وليس شكٌّ في أن وقوف المحترفين للصحافة -حتى الموهوبين منهم- على هذه القواعد والأصول, يمدهم بطائفةٍ من التجارب الكثيرة من جانب، ويشحذ عقولهم ومواهبهم للوصول إلى طرق أخرى جديدة من جانب آخر، وقل مثل ذلك بالقياس إلى الفنون الصحفية الآخرى -عدا فن التحرير- كفن الإخراج، وفن الإعلان, وفن التوزيع, وفن الدعاية.. إلخ.

ومن هنا تتضح ضرورة الهدف الثاني من أهداف الجامعة، وهو الهدف الفنيّ، وفيه تعتمد الجامعة على إمكانياتها الخاصة أولًا، وعلى المعونة التي تقدمها الصحف الكبرى لتدريب الطلبة والطالبات في دورها بعد ذلك.

"٧"

أما الهدف الخلقيّ: فمبنيٌّ عندنا كذلك على أساسٍ من الفهم السليم لظاهرةٍ في منتهى البساطة, وخلاصة هذه الظاهرة: أن الصحيفة "كالخبز واللبن واللحم والخضر والفاكهة" من المواد التي تدخل البيت كل صباحٍ ومساءٍ، فينبغي إذن أن تكون على جانب كبير من النظافة والنقاء، بمعنى: أن تكون نقية من الجراثيم التي تجلب الأمراض المعدية والأوبئة الفتاكة.

ومعنى ذلك أن على الحكومات -كما على الشعوب- أن تساعد على وقاية صحفها من الأفكار السامة، والآراء الخبيثة، والنظريات الهدامة، والصورة المريضة, أو الضارة بوضعٍ من أوضاع المجتمع، سواء اتصل هذا الوضع بالدين، أم بالأخلاق، أم بالمفهوم العامِّ لكلمة "الوطنية" أو "الحرية" أو "المسئولية" إلخ, أما الصحافة الصفراء التي لا هَمَّ لها إلّا إثارة الجمهور -لا لقصدٍ غير ابتزاز الأموال, واللعب بغرائز النساء والرجال- فصحافة ضررها أكثر من نفعها، بل عدمها خير من وجودها.

هل من الحذق الصحفيّ -مثلًا- أن يعمد المخبر الصحفيّ إلى سرقة التقارير من رجال الحكومة والأعمال، مهما كان الدافع إلى هذه السرقة:

<<  <   >  >>