للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عوض، أو مجلة "الاثنين" التي تصدرها دار الهلال, أن تمد القارئ بطائفة من هذا الحيل!

وربما كان من أهمها حيلة:

اختراع الشخصيات:

فإذا عجزت الصحافة في مصر عن أن تصف الحكام الظالمين -في وقت ما- بأنهم "حمير", أو بأن الذين يقرون منهم مبدأ المحسوبية "حمير", فإن صحفيًّا حديثًا -كالأستاذ مصطفى أمين- باتفاقه مع رسام قدير، كالرسام "رخا" يستطيع أن يبتكر شخصية "حمار أفندي" لتظهر في مجلة "الاثنين", وتوجه النقد لاذعًا إلى الحكام في أخذهم بمبدأ المحسوبية تارةً، وعجزهم عن محاربة الغلاء تارةً أخرى.

وإذا عجزت الصحافة في مصر عن أن تكشف الستار عن سياسة الحكام الذين أثروا عن طريق الحرب، وسمحت لهم ضمائرهم بالاتجار في أقوات الشعب، فإن مجلة "الاثنين" تستطيع كذلك أن تبتكر شخصية "غني حرب" وهي شخصية رجل أثري على حساب الشعب، وأصبح الفرق عظيمًا ومخجلًا في الواقع بينه وبين هذا الشعب.

وإذا عجزت الصحافة في مصر عن مواجهة الحكام الطغاة الذين أسكرتهم السلطة، وغرهم النفوذ، فإن "مجلة الاثنين" تستطيع أن تبتكر شخصية "سكران باشا طينة" لتعبر عن رأيها في هؤلاء الحكام، وتردهم إلى شيء من التواضع والصواب.

ومهما يكن من شيء, فلعل أبدع شخصية ابتكرتها "مجلة الاثنين" في أثناء الحرب العالمية الأخيرة, هي شخصية "ابن البلد":

<<  <   >  >>