للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن البلد:

ولندع الأستاذ "مصطفي أمين" يصف لنا هذه الشخصية التي اشترك في رسمها كذلك مع الرسام "رخا" حيث يقول١:

".... ابن البلد ثائر على المتبع في هذا البلد، فهو يحب المرشح إلى أن ينتخب، والضعيف إلى أن يقوى والفقير إلى أن يغنى، والحزب إلى أن يتولى الوزارة، وهو يكره القوي إلى أن يضعف، والحاكم إلى أن يستقيل والظالم إلى أن يعزل".

"وهو لا يكف عن الابتسام، وبعض الناس يحسب ابتسامته جهلًا ورضى بالخنوع، والبعض الآخر يرى ابتسامته دليلًا على السخرية والاستخفاف".

"وابن البلد حاضر النكتة، يلقيها ولايهمه أن تصيب أو تخيب، وقد يتعثر فيها الكبير، وقد تؤلم الصغير، ولكنها دائمًا برئيةً, لا يقصد منها أن تنفع أحدًا أو تضر أحدًا، اللهم إلّا أن تظهر طبيعته الساخرة التي ورثها من توالي عهود الظالمين".

"وهو رجل طيب القلب، لا يتعصب ضد دين أو جنس، ولا يحقد على أحد، ولا ينتقم من مغلوب، ولا يمد خنجره في جريح".

"كم اضطهدوه وعذبوه، وكم طردوه وانتهروه، ولكنه لا يستطيع إلّا أن يقول لهم كلمته الخالدة خلود الأهرام: "معلهش" أو "ربنا يسامحهم"، أو "منهم لله"!!

"وقد يعد بعضهم هذا التسامح دليلًا من أدلة الضعف، ولكنه يعدها رجولة، والرجولة عنده نصيحة".


١ راجع "ثورة الصحافة" للأستاذ سامي عزيز, ص٩, وما بعدها.

<<  <   >  >>