للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إنه يحني رأسه أمام الطغيان، ولكنه -في الوقت نفسه- يلعن في قلبه الطغاة المتجبرين".

"ابن البلد رجل خلق من الطبيعة وحدها، والحكمة التي تجري على لسانه هي حكمة السليقة -فقد لا يقصدها- والقبلة التي يضعها على يدي القوي, قد تخرج من فمه ولا يشعر بها، أما اللعنة التي يرسلها فهي من قلبه، وقد يكون لها -دون أن يعلم- أثر أشد فتكًا من رصاص المدفع الرشاش"!

"هذا هو ابن البلد الذي ولدته" مجلة الإثنين".... ادعوا له أن يعيش".

ولقد كانت الحكومات لا تنتبه إلى هذه الشخصيات التي تخترعها الصحافة من حينٍ لآخر, إلّا بعد فوات الوقت، وبعد أن يكون القراء قد علموا بها، وفهموا قصدها، وأصبحت كل واحدة من هذه الشخصيات ذات صورة واضحة كل الوضوح في أذهانهم، وصار لكل لفظ من الألفاظ التي تجري على ألسنة هذه الشخصيات مغزًى قوي في أذهانهم.

وهناك حيلٌ أخرى عمدت إليها الصحافة, عدا حيلة "اختراع الشخصيات"، منها التعليق على حوادث البلاد الأخرى تعليقًا يمكن تطبيقه على حوادث مصر نفسها، وكأنما الكاتب الصحفيّ في مصر يقول لحكومته في هذا التعليق وأشباهه: "إياك أعنى، واسمعي يا جارة"!.

والأمثلة على هذا كثيرة، منها:

أن إحدى الصحف انتهزت يومًا ما فرصة اعتداء الفرنسيين على رئيس جمهورية "لبنان"، واعتقالهم "رياض الصلح" رئيس الوزارة، وفرضهم

<<  <   >  >>