للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الجمهورية اللبنانية رئيس وزارة آخر، واستعانتهم على ذلك بالدبابات والجنود، والطائرات، فأخذ الأستاذ "مصطفى أمين" يكتب المقالات الفنية التي وصف فيها هذا الحادث، كما وصف تدخل فرنسا في شئون لبنان, وكيف أن فرنسا داست على استقلال هذا البلد الشقيق، وكأنما كان الأستاذ "مصطفى أمين" يتحدث في الواقع عن حادث ٤ فبراير، وكيف تدخل الإنجليز في شئون مصر الداخلية، وفرضوا عليها رئيس وزارة بالدبابات، والجنود والطائرات, وسائر أدوات المظاهرات العسكرية الإرهابية، وفهم القراء في مصر ما قصدت إليه "مجلة الإثنين" من أنها تشير إلى هذا الحادث، وأنها تسخر من رئيس الحكومة المصرية الذي ظفر بالحكم على أسنة الرماح الإنجليزية، وهي هنا حكومة الوفد، وكان على رأسها مصطفى النحاس "باشا",

وكما يتحدث الصحفيّ عن حوادث وقعت في بلاد لبنان، وكان لها نظائر في مصر، فكذلك يستطيع أن يتحدث عن خطوبٍ وقعت في بلاد غير لبنان؛ كالصين، أو الهند، أو فارس، ونحو ذلك.

وجملة القول: أن مجلة "الإثنين" بالذات, عمدت إلى طريقتين إلى الآن، وهما: طريقة ابتكار الشخصيات، وطريقة انتهاز الفرص والحوادث الخارجية الشبيهة بالحوادث المصرية، وبهذه الطريقة الأخيرة, وقفت الصحافة المصرية يومًا من الأيام تنقد نواب البلاد، كما نقدت من قبل رجال الحكومة في عيب من العيوب الخطيرة، وداء من الأدواء الوبيلة، هو "داء المحسوبية" الذي منيت به البلاد المصرية في العهود الماضية كلها، غير أن الصحافة بدلًا من أن توجه اللوم للنواب المصريين, أخذت توجه هذا اللوم إلى النواب اللبنانيين، أو السوريين، أو العراقيين، حتى تفلت بهذه الطريقة من قلم الرقيب.

وهذا كله فضلًا عن الطرق الأدبية الطابع في ذاتها، مثل النبوءات،

<<  <   >  >>