يجيب على الفتيا جوابا مسددا ... يزيح الأشكال عن فكر طالب
فيا لك من شهم إذا قال لم يدع ... مقالا لأرباب العلا والمناصب
هو الندب وضاح الجبين كأنما ... أنامله مخلوقة من سحائب
أشم عصامي من النفر الألى ... فضائلهم لم يحصها عد حاسب
مقاول من عليا تميم توارثوا ... كرام المساعي عن جدود مناجب
ولم يزل الشيخ موضع الإجلال والتقدير والإعجاب من الولاة والعلماء فمن دونهم من الخاصة والعامة إلي أن انتقل إلي رحمة الله يوم الجمعة في العشرين من شهر ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثلاثين عن خمس وسبعين سنة قضى معظمها في نشر العلم وبث الدعوة وصلى عليه الناس بالمسجد الجامع الكبير بالرياض وكانوا جمعا غفيرا وحملت جنازته على الأعناق وغصت الأسواق بالمشيعين وخرج معه إلي المقبرة خلق كثير رأسهم جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وقبروه في مقبرة العود بجوار والده الشيخ عبد اللطيف وجده الشيخ عبد الرحمن بن حسن _ رحمهم الله _ جميعا وغفر لهم.
وقد وجم الناس لموته١ وحزنوا عليه حزنا شديدا ورثاه الشعراء والعلماء
١ أنجب الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف أربعة أبناء هم عبد الملك وعبد اللطيف ومحمد وصالح فأما عبد الملك فكان شهما شجاعا كريما فاضلا قتل في وقعة البكيرية التي حصلت بين الملك عبد العزيز وعبد العزيز بن متعب بن رشيد عام ١٣٢٢ هـ وكان غازيا مع الملك العزيز وأما صالح فتوفي شابا قيل وفاة والده وأما عبد اللطيف فهو والدي وكان جوادا كريما له معرفة تامة بالأنساب وفيه صراحة متناهية توفي -رحمه الله بمدينة الرياض عام ١٣٧٤ آخر شهر شعبان وأما محمد فهو صاحب كرم وله حظوة وجاه عند الملوك والولاه وعاش في غنى وسعة وتوفي آخر شعبان بمكة المكرمة عام ١٣٨٦هـ وخلف ثلاثة أبناء وله أحفاد -رحمة الله - وغفر له.