ولما استولت جيوش الملك عبد العزيز على الطائف ومكة المكرمة سنة ١٣٤٣هـ وسار جلالة الملك عبد العزيز من نجد إلي مكة صحب معه الشيخ عبد الله قاضيا لجيشه فحضر معه الشيخ حصار جدة إلي أن تم تسليمها، فعينه جلالة الملك عبد العزيز إماما وخطيبا للمسجد الحرام فشغل هذا المنصب واستمر فيه إلي أن صدرت الإرادة السنية من الملك عبد العزيز بتعيينه رئيسا للقضاة بالحجاز وذلك سنة ١٣٤٦هـ ثم اسند إليه الملك زيادة على ذلك الإشراف على الحرمين والمدرسين فيهما واسند إليه وظائف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وملاحظة المساجد والإشراف عليها واختيار الأئمة وتعييهم وتوزيع الكتب المطبوعة على نفقة الملك عبد العزيز على المستحقين من طلاب العلم والمعرفة.
وأسند إليه مع هذا مهمة اختيار الوعاظ والمرشدين وبعثهم إلي القرى والبوادي لإرشادهم وتعليمهم واجبات الإسلام وأمور الدين، فقام _ رحمه الله تعالى _ بأعباء كل ما أسند إليه خير قيام.
وكان إلي جانب كل ما ذكرناه من الأعمال قائما بنشر العلم وتدريسه في الرياض ثم في الحجاز، فقد أخذ عنه العلم في نجد وفي الحجاز خلق لا يحصون نذكر من فضلائهم في هذه الترجمة بالمقتضبة أخوه العلامة الشيخ عمر بن الشيخ حسن، والشيخ العلامة محمد بن عثمان الشاوى، والشيخ فالح بن عثمان الصغير، والشيخ عبد الرحمن بن داود، والشيخ عبد الرحمن بن عقلا، والشيخ عبد العزيز ابن محمد الشثري الملقب بأبي حبيب، والشيخ عبد العزيز بن سوداء, وعلى بن زيد، وإبراهيم بن حسين. هؤلاء قرأوا عليه العلم في نجد واخذ عنه العلم بالحجاز عدد كثير نذكر من فضلائهم محمد عبد الظاهر أبا السمح إمام الحرم المكي قرأ عليه في التوحيد وأصول الدين والعقائد، والشيخ محمود شويل قرأ عليه في رد عثمان بن سعيد الدارمي وسمع عليه فراءات كثيرة في التوحيد الحديث والتفسير، وقرأ عليه الشيخ سليمان أباظة الأزهري فتح المجيد من أوله إلي آخره، وقرأ عليه علي بن محمد الهندي