للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورثاه معالي الشيخ حسن ابن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ بهذه الكلمة التي نشرت في الصفحة الأولي من العدد الخاص من جريدة الدعوة عدد ٢٣١الاثينين ١٣شوال عام ١٣٨٩هـ فقال تحت عنوان "عالم فقدناه":

صنفان من الناس يترك فقدهما فراغا كبيرا وهزة بعيدة المدى بل وربما يؤدي ذهابهما إلي الاضطراب والحسرة، وهم العلماء المحققون والزعماء المخلصون، والأمم في كل مراحل حياتها لا تستغني عن أوليك ولا هؤلاء، لأنها بالعلماء تعرف واجباتها نحو ربها ودينها وتمضي في حياتها على بصيرة، وبالزعماء تنتظم معيشتها فتأمن بهم السبل ولا يمكن لأي إنسان أن يقف صامتا عندما يشهد انحدار أو تهاوي إحدى الدعامات التي يقوم عليها مجتمعه، ونحن بما فقدنا قبل أيام بوفاة صاحب السماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم نجد أنفسنا بشبه الدوامة الحائرة من الأسف والأسى، فالفقيد شخصية علمية لامعة وحياته كانت جهادا متلاحقا في سبيل العلم والتعليم وكان أبرز صفاته بعد علمه الواسع عقله الكبير فلقد كان يتحلى بعقل راجح يحجزه عن الاندفاع والتسرع بل لقد كان عند النوائب صامدا كالطود لا يتزعزع وتلك ميزة ينفرد بها القلائل من الرجال ثم لقد كان _ رحمه الله _ صبورا على التزاماته الكثيرة وجلدا على أدائها وحتى الأيام الأخيرة من حياته يمارس كل واجباته والتزاماته بعزيمة صلبة لا تعرف الملل وميزة الصبر غالية نحتاج إليها الرجال العاملون.

وكلمتي هذه ليست تعدادا لفضائله أو مناقبه فهي تقع تحت حصر لكنها تعبير رمزي لمشاعري نحو فقده وأسفي لوفاته تغمده الله بواسع رحمته وألهمنا جميعا فيه العزاء والصبر وأصلح عقبه و"إنا لله وإنا إليه راجعون". آخر هذه الكلمة التي صورت للقارئ ما كان يتصف به الفقيد من العلم

<<  <   >  >>