التي على القبور. والثالثة: إنكار دعوة الصالحين لطلب الشفاعة.
فذكر لهم الشيخ عبد العزيز: أن نسبة التكفير إلي أهل نجد بالعموم زور وبهتان عليهم. وأما هدم القباب التي على القبور فهو الحق والصواب كما هو وارد في كثير من الكتب وليس لدى العلماء فيه شك. وأما دعوة الصالحين وطلب الشفاعة منهم الاستغاثة بهم في النوازل فقد نص على تحريمه الأئمة العلماء وقرروا انه من الشرك الذي فعله القدماء ولا يجادل في جوازه إلا كل ملحد أو جاهل، فأحضروا كتب الحنابلة فوجدوا أن الأمر على ما ذكر فاقتنعوا واعترفوا بأن هذا دين الله وقالوا: هذا مذهب الإمام الأعظم وانصرف عنهم الشيخ عبد العزيز مبجلا.
ولما كان سنة ألف ومائتين وأربع من الهجرة أرسل غالب بن مساعد شريف مكة كتابا إلي الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ذكر له فيه أنه يريد رجلا عارفا من أهل الدين يعرفه حقيقة الأمر ليكون فيه على بصيرة، فأرسل إليه المترجم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين وكتب معه الشيخ محمد كتابا هذا لفظه:
"بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الوهاب إلي علماء الإسلام في بلد الله الحرام نصر الله بهم دين سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام وتابعي الأئمة الأعلام سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد جرى علينا من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيركم وسببه هدم بنيان في أرضنا على قبور الصالحين ومع هذا نهيناهم عن دعوة الصالحين وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله فلما أظهرنا هذه المسالة مع ما ذكرنا من هدم البناء على القبور كبر على العامة وعاضدهم بعض من يدعي العلم لأسباب لا تخفي على مثلكم أعظمها أتباع الهوى مع أسباب أخرى فأشاعوا عنا أنا نسب الصالحين وأنا لسنا على جادة العلماء ورفعوا الأمر إلي المشرق والمغرب فأشاعوا عنا أشياء يستحيى من ذكرها وأنا أخبركم بما نحن عليه بسبب أن مثلكم ما يروج عليه الكذب فنحن ولله الحمد متبعون لا مبتدعون