إليك إله العرش أشكو تضرعا ... وأدعوك في الضراء ربي لتسمعا
إلي أن قال:
وكم قتلوا من عصبة الحق فتية ... هداة رضاة ساجدين وركعا
وكم دمروا من مربع كان آهلا ... فقد تركوا الدار الأنيسة بلقعا
فأصبحت الأموال فيهم نهائبا ... أصبحت الأيتام غرثي وجوعا
وفر من الأوطان من كان فاطنا ... وفرق إلف كان مجتمعا معا
إلي أن قال:
مضوا وانقضت أيامهم حين أوردوا ... ثناء وذكرا طيبه قد تضوعا
فجازاهم الله الكريم بفضله ... جنانا ورضوانا من الله ارفعا
فان كانت الأشباح منا تباعدت ... فإن لأرواح المحبين مجمعا
عسى وعسى أن ينصر الله ديننا ... ويجبر منا كل ما قد تصدعا
ويعمر للسمحا ربوعا تهدمت ... ويفتح سبلا للهداية مهيعا
ويظهر نور الحق يعلو ضياؤه ... فيضحي ظلام الشرك والشك مقشعا
إلهي فحقق ذا الرجاء وكن بنا ... رؤوفا رحيما مستجيبا لنا الدعا
إلي أن قال:
ألا أيها الإخوان صبرا فإنني ... أرى الصبر للمقدور خيرا وأنفعا
ولا تيأسوا من كشف ما ناب إنه ... إذا شاء ربي كشف ذاك تمزعا
فما قلت ذا أشكو إلي الخلق نكبة ... "ولا جزعا مما أصاب فأوجعا"
فما كان هذا الأمر إلا بقدرة ... بها قهر الله الخلائق أجمعا
وذلك عن ذنب وعصيان خالق ... أخذنا به حينا فحينا لنرجعا
وقد آن أن نرجو رضاه وعفوه ... وأن نعرف التقصير منا فنقلعا
فيا محسنا قد كنت تحسن دائما ... ويا راحما قد كان عفوك أوسعا