للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نوحده سبحانه بفعاله ... وأفعالنا لله خالصة طرا

وأهل النهى ساكان نجد جدودهم ... هم العرب العربا بهم لم تحط خبرا

قد استعربت منهم قبائل جمة ... سموا بالعلى قدرا وبالمصطفى فخرا

أتم عقول الناس طرا عقولهم ... وأحسنهم خلقا وخلقا فهم احرا

وقد ورثوا مجدا أصيلا مؤثلا ... لأهل الهدى منهم فنالوا به الفخرا

مسيلمة الكذاب ليس بجدهم ... وليس له نسل يقرر أو يدرى

ولا لسجاح ١ويل أمك فاتئد ... فما الفشر إلا ما هذوت به نشرا

وقد أسلمت والشام كان مقرها ... فلو كان من لؤم لكنت به أحرا

وإذ كنت من انباط "اجزم" لم تكن ... من العرب العربا ولا من سموا فخرا

ولم تدر من دين الهدى غير مذهب ... يضلك في الدنيا وخزيك في الأخرا

فما لك والأنساب دعها لمن له ... بها خبرة إذ كان منكم بها أدرى

فعلمك بالانساب أعظم آية ... على جهلك المردي كما قلته جهرا

أتحسب أنا ويل أمك غفلا ... كأنباط من. .. ما حققوا إلا مرا

وقولك فيما قد تهورت ضلة ... وحررته رقما وأودعته كفرا

"إلي الله بالمعصوم لم يتوسلوا" ... نعم هذه حق يعدونها كفرا

على عرف عباد القبور لأنه ... بمعنى الدعا والاستغاثة قد يجرى

فيدعونه جهلا لدى كل كربة ... ومعضلة دهياء تعرو لهم جهرا

وهذا هو الإشراك بالله جهرة ... فتبا لمن يدعو الذي سكن القبرا

وما كان مسنونا فنحن نقره ... على عرف من منكم بسنته أدرى

أولئك أصحاب النبي محمد ... وأتباعهم ممن على نهجه يترى

توسلهم بالمصطفى في حياته ... إذا ما دهاهم فادح أوجب الضرا


١ ليست سجاح من بني تميم قال الحافظ إسماعيل بن كثير في ج ٦ج ٣٢٠ من تاريخه المسمى "البداية والنهاية" بالحرف الواحد ما نصه: "هي سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التغلبية من نصارى العرب" وناهيك بالحافظ ابن كثير دراية وحفظا وتدقيقا _ رحمه الله _.

<<  <   >  >>