ووافق أهل الحق في جل ما به ... يقولونه حقا ومن غيرهم نبرا
فبين حقا في الإبانة قوله ... وفي غيرها من كتبه أوضح الأمرا
فلستم على منهاجه وطريقه ... ولكنكم من أمة آثروا السكرا
وتزعم جهلا ويل أمك أننا ... نقول وما حققت أحوالنا سبرا
"بتحقير أحباب الرسول تقربوا ... إليه فنالوا البعد إذ ربحوا الخسرا
وما هذه إلا مقالة آفك ... أراد بها التنفير، ما أعظم الأمرا
فما رجل منا بتحقير شأنهم ... تقرب يا من قال بالزور واستجرا
سوى أن حق الله لله وحده ... جعلنا ولم نجعل لأحبابه شطرا
وتعظيمهم بالإتباع على الهدى ... على المنهج الأسنى نقرره جهرا
وأن لهم فضلا على الناس كلهم ... بما عملوا من صالح هم به أحرى
وأما حقوق الله جل جلاله ... فليس لهم منها ولا ذرة تجري
وما ذاك تحقيرا لهم وتنقصا ... ولكنه تعظيمهم إذ همو أدري
وأعلم بالله العظيم ودينه ... فنالوا به فخرا وأعلوا به قدرا
ونلنا بهذا الاعتقاد سلامة ... ونلتم بذاك الاعتقاد بهم خسرا
ويعتقدون الأنبياء كغيرهم ... سواء عقيب الموت لا خير لا شرا
فليس لهم بعد الممات تصرف ... ولا لسواهم من نبي ساكن الغبرا
فمن يدع غير الله أو يستغث به ... وقد فارق الدنيا وصار إلي الأخرى
فذلك بالرحمن قد كان مشركا ... وهذا هو الأمر الذي أوجب الكفرا
وقد أجمع الأعلام من كل مذهب ... على أن ذا كفر وقد حققوا الأمرا
وما شذ منهم غير من كان رأيه ... على رأي قوم أحدثوا للورى شرا
وساروا على منهاج من ضل سعيه ... ولم يعرفوا الإسلام حقا ولا الكفرا
ولكنهم ضلوا بوهم شفاعة ... دعاهم بها الشيطان واجتال من غرا
وأي دليل من كتاب وسنة ... عن السيد المعصوم معلومة تقرا
وتتلى بإسناد صحيح محقق ... تقرره أعلام سنتنا الغرا