للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتدريس العلم حيث عقد فيه حلقات للعلم فتخرج عليه في هذا المسجد أفواج من طلبة العلم وكان إلي جانب إمامة المسجد وإلقاء الدروس فيه ينوب عن أخيه الشيخ عبد الله في القضاء إذا غاب أو مرض، وينوب عنه أيضا في صلاة الجمعة والأعياد، فلما توفي أخوه الشيخ عبد الله سنة ١٣٥١هـ أسند إليه قضاء مدينة بريدة وتوابعها من القرى البلدان وتولى أيضا إمامة مسجد الجامع وخطابته وصلاة الأعياد والتدريس في المسجد الجامع الكبير.

طريقة دروسه وأوقاته:

كان _ رحمه الله _ إذا صلى الفجر جلس الطلاب العلم في المسجد المذكور يقرأون عليه في النحو الأجرومية والقطر وملحة الأغراب والألفية فإذا طلعت الشمس وانتشرت خرج إلي داره للاستراحة وتجديد الوضوء ثم يرجع إلي المسجد ويصلي تحية المسجد يجلس في ناحيته الشرقية ثم يشرع الطلبة يقرأون عليه في مختلف العلوم حديثا وفقها وتوحيدا وأصولا فإذا فرغ من التدريس ذهب إلي داره لتناول الغداء ثم جلس في داره للقضاء بين المتحاكمين من الخصوم فإذا أذن الظهر خرج إلى المسجد وصلى النافلة ثم المكتوبة فالنافلة ثم جلس للتدريس إلي قريب العصر ثم رجع إلي داره فإذا أذن العصر خرج إلي المسجد وصلى في الجماعة ثم جلس بعد صلاة العصر للطلبة في أصول الفقه وبلوغ المرام ومصطلح الحديث ثم يخرج ويجلس للناس للقضاء بينهم في داره إلي أذان المغرب فإذا أذن المغرب خرج إلي المسجد وصلى بالناس وبعد صلاة المغرب يجلس للطلبة في الفرائض والمواريث فإذا أذن العشاء قام من الحلقة إلي الصف الأول وشرع القارئ يقرأ عليه في التفسير.

ثم أقيمت صلاة فإذا صلى العشاء ثم النافلة والوتر ذهب إلي دار عبد العزيز بن مشيقح للقهوة ودرس عليه هناك بعض الطلبة وعددهم نحو الخمسة عشر طالبا ثم ذهب إلي داره، فهذه طريقة دروسه وترتيبها مدة حياته. وكان إلي جانب ذلك يتعاطى أسباب البيع والشراء كالسلم في الثمار من الحنطة والتمر والتورق، فوسع الله عليه في الرزق.

<<  <   >  >>