والشيخ حمد بن فارس بالمتجرم له فصلى بالامام عبد الرحمن شهر رمضان فأنعم عليه الامام عبد الرحمن في عيد الفطر بكسوة ونقود فاشترى جملا وحمله بالبر والتمر والكسوة وسافر إلى والدته واخوته بمدينة شقراء فلما وصل إليهم فرحوا به فرحا شديدا وكانوا في ضنك وفاقة شديدة فيسر الله لهم هذا الرزق وباع الجمل بمكسب، وتحصل عنده نحو ثلاثين فرنسي وهي أول زق له فجلس عند والدته وإخوته جميع فصل الشتاء ثم عاد إلي مدينة الرياض مواصلة دراسته فاستمر في القراءة على مشائخه المذكورين. وأصيب أثناء ذلك بمرض شديد في عينه قضى على جميع بصره فلم يثن عزمه بل استمر في مواصلة الطلب وإكمال الدراسة حتى وفقه الله.
وظائفه:
في ١٣٣٨هـ أرسله جلالة المغفور له الملك عبد العزيز إلي بلدة ساجر إماما لسكانها ومفتيا لهم ثم نقل بعد سنة إلي هجرة عسيلة وصار قاضيا لهم جميع منطقة السر حتى ١٣٥٤هـ حيث صدر أمر الملك عبد العزيز بنقله من عسيلة إلي قضاء مدينة شقراء وذلك اثر وفاة قاضيها الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي فاستقر في مدينة شقراء وصار قاضيا لجميع قرى الوشم والسر ومجموع قرى الوشم وقرى السر يربو على أربع وعشرين قرية فأرهقه العمل وأتعبه كثرة الخصوم فطلب الإعفاء من قضاء أحد الإقليمين فأعفي من قضاء الوشم. . وأعيد إلي السر وعين بدله في قضاء الوشم الشيخ محمد بن عثمان الشاوي ثم توفي الشيخ محمد بن عثمان الشاوي عام ١٣٥٥هـ رحمه الله فأعيد المترجم له إلي قضاء الوشم والبقاء بمدينة شقراء مرة ثانية في عام ١٣٦٠هـ صدر الأمر السامي من الملك عبد العزيز _ رحمه الله _ بنقله إلي مدينة عنيزة لتولي القضاء فيها فانتقل إليها واستمر في القضاء بين أهلها حتى عام ١٣٦٩هـ حيث حصل بينه وبين بعض المدرسين بثانوية مدرسة عنيزة خلاف علمي فطلب على أثر هذا الخلاف من الملك عبد العزيز _ رحمه الله _ إعفاءه من