٣٠_ التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة "ط"
مرضه:
أصيب عام ١٣٧١هـ بمرض ضغط الدم وضيق الشرايين وكانت إعراضه تبدو بعض الساعات في الكلام فيقف ولو كان يقرأ القرآن، ثم يتكلم ويرجع كعادته فسافر إلي لبنان عام ١٣٧٢ على نفقة الحكومة السعودية أيدها الله، وبقي في لبنان شهرا يعالج وشفاه الله وبعد أن رجع إلي مدينة عنيزة باشر أعماله التي كان يباشرها قبل مرضه من تدريس وإفتاء وتصنيف وخطابة جمعة وإمامة. فعاوده المرض فلما كان في شهر جمادى الآخرة سنة ١٣٧٦هـ أحس بالذي فيه وكان معه مثل البرد والقشعريرة وفي ليلة الأربعاء ٢٢ من الشهر المذكور عام ١٣٧٦ بعد فراغه من الدرس المعتاد العمومي الذي يشبه محاضرة من المحاضرات والذي كان يقوم بإلقائه على الجماعة في المسجد بعد فراغه من هذا الدرس أحس بثقل وضعف حركة بعد الصلاة وفراغها فأشار إلي بعض تلامذته أن بمسك بيده ويذهب معه إلي داره ففعل فهرع معه أناس من الحاضرين فلم يصل إلي داره إلا وقد أغمي عليه وبعد ذلك أفاق _ رحمه الله _ وأثنى على الله وحمده وتكلم مع الحاضرين بكلام حسن طيب ثم عاوده الإغماء فلم يتكلم بعد ذلك. فلما أصبحوا صباح الأربعاء دعوا الطبيب فقرر أنه نزيف في المخ وان لم يتدارك فورا فأنه يموت فأبرقوا إلي جلالة الملك فيصل بن عيد العزيز آل سعود بذلك فاصدر أمره الكريم عاجلا بكل ما يلزم فقامت الطائرة فورا وفيها مهرة من الأطباء والعلاجات إلي مدينة عنيزة ولكن الجو كان ملبدا بالغيوم والرعد والبرق والعواصف الشديدة فلم تستطع الطائرة الهبوط على أرض المطار فتوفي _ رحمه الله _ قبل فجر يوم الخميس الموافق ٢٢ جمادى الآخرة سنة ١٣٧٦هـ فأصيب الناس لموته فانهمرت الدموع ووجفت القلوب وصلى عليه الناس بعد صلاة ظهر يوم الخميس في حشد عظيم لم يشهد في عنيزة له