للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ حسين الجسر ١ الذي أجازه في التدريس وكان له أثر عظيم في تنشئته وتوجيهه الوجهة العلمية النافعة كما أخذ علم الحديث والفقه الشافعي عن الشيخ محمود نشابة إلي جانب استفادته أدبيا ودينيا من الشيخ عبد الغني الرافعي والشيخ محمد القاوقجي الكبير وكان له أثناء الطلب مطالعة في كتاب الأغاني للأصفهانى وكتاب نهج البلاغة، وكتاب الإحياء لأبي حامد الغزالي وقد أثر فيه حيث جعله يميل إلي الزهد والتقشف وكان له من ذكائه الفطري ونور البصيرة ما جعله يعرف الضار من كتاب الإحياء فيدع الأخذ به كعقيدة الجبرية والأشعرية والشطحات الصوفية وبعض التأويلات المبتدعة ومع ذلك بقي عنده شيء من الميول إلي العزلة والتقشف ولذا انتدب إماما بمسجد القرية الذي بناه جده فصار يؤم الناس فيه ويعظهم ثم بدا له ما غير وجهته حيث عثر بمكتبة والده الزاخرة بالكتب على بعض أعداد مجلة العروة الوثقى فقرأها وأعجب بها وكان يحفظها وكاتب مؤسسها الأفغاني مبديا رغبته في لقائه فعاجلت المنية الأفغاني قبل أن يراه السيد رشيد رضا فالتقى بالشيخ محمد عبده مرتين في طرابلس في زيارتين قصيرتين فأعجب به ورغب في الاتصال به وعزم على الرحيل إليه بمصر سنة ١٣١٤هـ الموافق سنة ١٨٩٦هـ وهي السنة التي توفي فيها الأفغاني وكان قد نال شهادة التدريس العالمية من شيوخه بطرابلس وكان


١ هو العالم الشيخ حسين الجسر بكسر الجيم بن محمد بن مصطفي الجسر أديب وفقيه ولد بطرابلس الشام سنة ١٢٦١هـ "١٨٤٥ميلادية" وتلقى مبادئ العلوم على صهره عبد القادر الرافعي ورحل إلي مصر والتحق بالأزهر وعاد طرابلس سنة ١٢٨٤هـ ١٨٦٧ميلادية واشتغل بالفقه والصحافة وأنشأ جريدة طرابلس وأسس مدرسة وتوفر على التأليف له:"نزهة الفكر" في ترجمة أبيه وله رياض طرابلس عشرة أجزاء مجموعة دراسات والرسالة المحمدية في حقيقة الديانة الإسلامية وإشارات الطاعة في حكم صلاة الجماعة. والكواكب الدرية في الفنون الأدبية "خ" وله نظم شعر كثير وله سيرة مهذب الدين توفي عام ١٣٢٧هـ الموافق ١٩٠٩ميلادية وخلف ابنا فقيها هو محمد الجسر توفي عام ١٣٥٣هـ رحمه الله ووالده وجميع المسلمين وقد ترجم للشيخ حسين الجسر ترجمة مطولة الشيخ محمد رشيد رضا في مجلة المنار ١٣٢٧هـ _ رحم الله الجميع وغفر لهم.

<<  <   >  >>