فاضطرت أن تكتفي بمن فيها من الطلبة ثم أغلت أبوابها نهائيا عام ١٩١٦م واستمر _ رحمه الله _ في إصدار مجلة المنار وطبع الكتب التجارية بمطبعتها وتأليف الكتب النافعة وقد بلغت مجلة المنار قبيل وفاته ٣٤ مجلدا وكان _ يرحمه الله _ سلفيا باطنا وظاهرا لا تشوب سلفيته شائبة فلسفية أو أشعرية على طريقة علماء السلف الصالح كالإمام أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة مقتديا بشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية نظر الله وجهه وبرد مضجعه وللسيد رشيد رضا اجتهاديات فرعية انفرد بها عن جمهرة العلماء من المفسرين والفقهاء منها أنه يرى أن الوصية المذكورة في قول الله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} يرى أن هذه الآية غير منسوخة بآية المواريث ولا بحديث "لا وصية لوارث".
ويخالفهم في تفسير آية التيمم وهي قوله تعالي:{وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} فيرى أن المسافر يجوز له التيمم ولو كان الماء موجودا بين يديه ولا عذر من استعماله ويجادل في مسألة "الوصية والتيمم" وينتصر لرأيه _ رحمه الله _ بحجج لا تقوى على معارضته حجج الجمهور وأدلتهم القوية التي لا ينهض لمخالفتها ما عداها من الأدلة الضعيفة.
مؤلفاته:
ألف مؤلفات كثيرة منها:
١_ تفسير القرآن المشهور بتفسير المنار ثلاثة عشر مجلدا طبع وصل فيه إلي قوله تعالي عن امرأة العزيز:{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} ١
١ كان شيخنا علامة الشام الشيخ محمد بهجت البيطار الدمشقي بدأ في إكمال تفسير المنار من حيث وقف قلم السيد رشيد رضا وقد أطلعني فضيلته عام ١٣٦٤هـ بمدينة الطائف على ملازم مخطوطة من تفسيره لسورة يوسف ولا أدري بعد ذلك هل استمر فضيلته في مواصلة تفسير ما بدأ به من إكماله لتفسير المنار أم لا.