للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في البقعة المطهرة طاغوت يعبد فالحمد لله ذلك، ثم رفعت المكوس١ وكسرت آلات التنباك ونودي بتحريمه، وأحرقت أما كن الحشاشين والمشهورين بالفجور ونودي بالمواظبة على الصلاة في الجماعة، وعدم التفرق في ذلك بأن يجتمعوا في كل صلاة على أمام واحد، يكون ذلك الإمام من أحد المقلدين للأربعة رضوان الله عليهم.

واجتمعت الكلمة حينئذ وعبد الله وحده وحصلت الألفة وسقطت الكلفة وأمر٢ عليهم، واستتب الأمر من دون سفك دم، ولا هتك عرض، ولا مشقة على أحد، والحمد لله رب العالمين.

ثم دفعت لهم الرسائل المؤلفة للشيخ محمد رحمه الله في التوحيد المتضمنة للبراهين وتقرير الأدلة على ذلك بالآيات المحكمات، والأحاديث المتواترة مما يثلج الصدور، واقتصر من ذلك على رسالة مختصرة للعوام تنشر في مجالسهم وبدرس في محافلهم ويبين لهم العلماء معانيها ليعرفوا التوحيد فيتمسكوا بعروته الوثيقة ويتضح لهم الشرك، فينفروا عنه وهم على بصيرة آمنين.

وكان فيمن حضر مع علماء مكة وشاهد غاب ما صار، حسين بن محمد بن الحسين الإبريقي الحضرمي، ثم الحياني، ولم يزل يتردد علينا ويجتمع بسعود وخاصته من أهل المعرفة، ويسأل عن مسألة الشفاعة التي جرد السيف بسببها من دون حياء ولا خجل، لعدم سابقة جرم له فأخبر ناه بان مذهبنا في أصول الذين مذهب أهل السنة والجماعة، وطريقتنا طريقة السلف التي هي الطريق الأسلم والأعلم والأحكم خلافا لمن قال طريقة الخلف أعلم، وهي أنا نقر آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها، ونكل علمها إلي الله مع اعتقاد حقائقها.


١ أي الضرائب والرسوم ومعنى رفعت أزيلت وألغيت.
٢ أمر عليهم عبد المعين بن مساعد.

<<  <   >  >>